دانة (الى اليسار) تجرب حظها مع المتسابقة الفرنسية كريستين ارون
دانة حسين: سندريلا عراقية بحذاء مثقوب
هل من المعقول ان لا يستطيع العراق الغني توفير حذاء عدو غير مستعمل لمتسابقة يرسلها الى اولمبياد بكين؟
كلنا نعرف إن العداءة دانة حسين ليست العراقية الأولى التي تشارك في أولمبياد بكين وتخرج خالية الوفاض، وتعود بخفي حنين طبقا للمثل الشعبي الشائع "مثل مارحتي اجيتي"!
فتاريخ العراق كله بحضارته وحروبه ونفطه وجلاديه وضحاياه لم يحصل منذ بدء الالعاب الأولمبية عام 1928 الا على ميدالية برونزية أحرزها الرباع عبدالواحد عزيز بروما عام 1960 في رفع الأثقال.
وكاد الكابتن المغضوب عليه حاليا عدنان حمد أن يخطف ميدالية بكرة القدم في أولمبياد عام 2004 التي أقيمت بأثينا، لكنه حصل على المركز الرابع فطارت الميدالية وأحلامنا بوقوف عراقي على منصة التتويج فظلت برونزية عبدالواحد عزيز التي علاها الصدأ بعد أن أصبح عمرها 48 سنة وحيدة على صدر العراق الرياضي في الوقت الذي حصد السباح الأميركي مارك فيلبس وحده على ثماني ميداليات ذهبية في بكين!
طبعا لم نكن نعلق على دانة الآمال العراض فقبلها ومعها شارك رياضيون كثر لكن الكل عاد مثلها بخفي حنين وسعادة طافحة لكونهم "فازوا" بفرصة المشاركة، حيث إننا رضينا من الغنيمة بـ"شرف المشاركة"! كما أمطرونا بتصريحاتهم الصحفية، لكن دانة التي حصلت على المركز الأخير تميزت عنهم لا لكونها أحرزت هذا الموقع بجدارة تحسد عليها حتى أن أحدهم أطلق عليها النار خلال إجرائها احد التدريبات كما أكدت لوسائل الإعلام! أقول: لجأت الى التبرير عبر وسائل الإعلام الصينية، طبعا لم تقل إن أرضية "عش الطائر" كانت عوجاء لئلا يغضب الصينيون الذين أنفقوا43 مليار دولار على ترتيب الملاعب وطلائها وتزيينها لذا بررت فشلها في الأولمبياد بعرض حذائها الرياضي المستعمل الذي اشترته من الأردن على شاشة التلفزيون الصيني في لقاء أجري معها! وهو الأمر الذي جعل الكثير من الصينيين يتعاطف معها ويتساءلون عن الوضع السيء الذي وصل اليه هذا البلد العربي النفطي!
هل عجز العراق عن الذي أوفد د.علي الدباغ مع وفد كبير للتفاوض حول
مشاركة الوفد العراقي في أولمبياد بكين حين كادت أن تتعثر، وليتها تعثرت، عن توفير حذاء "سندريلاه" العداءة فإشترت حذاء مثقوبا من الأردن؟
هل أرادت، بعد أن فشلت بالسباق، أن تجذب أنظار وسائل الإعلام بالحديث عن سوء الحال وجور الزمان؟ وهو أمر واقع ولكن علينا الا نثقل على الناس بهذا الكلام الى درجة مرضية!
فهل حقا إن العراقي الذي إرتفع مستوى دخله في الآونة الأخيرة لا يستطيع شراء حذاء رياضي جديد ربما يخطف لنا ميدالية جديدة؟
سؤال يوجه الى الحكومة ووزارة الشباب تحديدا.
لقد عاد رياضيو العالم الى بلدانهم بالميداليات وعادت لنا دانة حسين بفضيحة وخيبة علقتا على رقبة حذاء مثقوب!