من كنوز التراث الشعبي الروماني
تكهنات المنجمات عندولادة الطفل / يوم الذئاب الشتوي
المعتقدات المتعلقة بالساحرات المنجمات كثيرة و تختلف من منطقة إلى أخرى . فيقال في بعضها إنهن ثلاث و إحداهن مسنة والأخريان شابتان و أن المسنة هي التي تقوم بغزل خيط الحياة ولكن الجميع متفق على أن المصير الذي يقررنه للمولود متأثر إلى أبعد حد بمزاجهن في تلك الليلة . فلا بد إرضائهن و تليين قلوبهن من خلال تقديم بعض الهدايا إليها كي يقررن للمولود الجديد حياة سعيدة . ولضمان الراحة التامة لهن كان الناس يتمنعن في الليالي الثلاث الأولى من ميلاد الطفل عن الاقتراب من مهده كي لا يزعجوا الساحرات المنجمات و هن يتنبأن بمصيره .
في انتظار زيارة الساحرات المنجمات كانت القابلة تضع قرب مهد المولود مائدة صغيرة وترتب عليها قطع رغيف طازج وبعض المأكولات والحلويات وحتى بعض النقود وكلها هدايا للساحرات المنجمات ليأكلن منها ويشعرن بالراحة ويقررنا للمولود مصيرسعيد . وأثناء إعدادها المائدة تترنم القابلة بتعويذة تقول كلماتها : "أيتها الساحرات المنجمات تفضلن وذقن من طعامنا وافرحن واغزلن خيطا طويلا لطفلنا" .
قيل أيضا إنهن لا يُحَبِّبْنَ التخبط في الظلام بحثا عن مهد المولود لذا فاعتاد الناس على وضع قنديل صغيرقرب المهد لينير لهن طريقهن . المهم ، إذا كانت الساحرات المنجمات مسرورات للاستعدادات التي كانت القابلة قد قامت بها لاستقبالهن ، فإن تنبؤاتهن تبشر بالخير ، ولكن إذا غضبن فمن الأرجح أن يرسمن للمولود مصيرا أسود حافلا بالأحزان والمصائب . و قبل أن ينصرفن يترنمن أغنية و هي مرحة و سريعة الإيقاع إذا كانت التنبؤات سعيدة و حزينة ، و بطيئة إذا كانت الساحرات قد بشرن بالشؤم . و في أيامنا هذه لا يزال الريفيون يضعون قرب مهد المولود مائدة صغيرة عليها بعض النقود وغيرها من الأشياء الرمزية لمجرد الحفاظ على التقاليد و العادات القديمة .
من أين جاءت هذه المعتقدات يا ترى . قال الباحث سيميون ماريان إنها متوارثة من الرومان القدامى الذين توارثوها بدورهم من الإغريق القدامى . فنظيرات الساحرات المنجمات عند الرومان القدامى هن الفتيات الكاتبات اللاتي قيل إنهن يزرن كل مولود جديد و يترنمن تعويذة و يكتبن مصيره في كتاب القدر الذي فيه مصير جميع الناس . وكان اليقين بوجودها قويا جداعند الريفيين الرومانيين و الدليل على ذلك الأغاني الشعبية التي تتحدث عن الساحرات المنجمات.
و أما الآن فإلى التقويم الشعبي من جديد و أحد بحوث الأستاذ يون كينويو الذي يعلمنا بأن الفترة الممتدة بين الرابع عشرمن شهر نوفمبرتشرين الثاني و السابع من ديسمبركانون الأول من كل عام عامرة بالعادات والممارسات الطقوسية والسحرية و تتزامن مع ماكان قديما رأس السنة عند شعب الداك و هم السكان الأصليون لأراضي رومانيا الحالية في العصور القديمة. تسمى هذه الفترة في التقويم الشعبي بأيام الذئاب و هنا يرى الأستاذ كينويو دليلا آخر على أن جذور هذه المعتقدات و ما يرافقها من ممارسات نجدها عند شعب الداك القديم الذي كان قد اتخذ رأس الذئب شعارا لعلمه في إشارة إلى قوة رجاله و شجاعتهم .
تصادف أيام الذئاب فترة تكاثر هذه الحيوانات التي تعتبرالأكثرشراسة و قسوة بين جميع الحيوانات التي تعيش في هذه الأراضي منذ القدم . ووفقا للتقاليد تُعاقِبُ الذئاب جميع الذين يتجاهلون أيامها ويعملون في الحقل أو في الغابة . فتأتي ليلا وتهاجم حيواناتهم الأليفة وتفترسها . والحقيقة أن الناس كانوا يخشون الذئاب ويمتنعون في تلك الأيام القيام بأية أعمال زراعية، بينما كانت النساء يمتنعن القيام ببعض الأعمال المنزلية مثل الخياطة والغزل والتطريز . بل كان الناس يخشون أن يصبحوا هم أيضا غنائم الذئاب في حال عدم احترامهم لأيامها و التي كانوا أثنائها يتفادون حتى نطق كلمة ذئب .
الحقيقة أن كثرة وتنوع الممارسات الطقوسية والسحرية التي رافقت أيام الذئاب في الأرياف جعلت الكثير من الباحثين يطوفون الأرياف لبحثها وتقصيها بكل تفاصيلها . ونقل الأستاذ يون كينويو في بحثه ما دونه أحد الباحثين الذي زار الأرياف في أيام الذئاب في مطلع القرن العشرين حيث قال بسخرية : "ما أغرب هذه الممارسات والعادات . ترى الناس لا يعملون أي شيء في يوم الذئاب . حتى النساء لا يكنسن منازلهن و أفنيتها ولا يجمعن القمامة وكلهم يبقون في بيوتهم خشية الذئاب . ومن أين تعرف الذئاب يا ترى ، من منهم التزم بأيامها ومن تجاهلها كي تعاقبه وتفترس دواجنه و نعاجه وحملانه ؟"
أصبح الذئب لشراسته و وحشيته رمزا للبرد و الظلام و الموت و يقال إن أيام الذئاب تصادف حلول الشتاء . و في منتصف شهر يناير كانون الثاني من كل عام نجد في التقويم الشعبي ما يسمى بيوم الذئاب الشتوي الذي يشيرإلى انتهاء فترة تكاثر الذئاب . ويعتقد أن الذئاب تجتمع في الغابة في تلك الليلة و تنتظر قدوم كبيرها الذي يُهدي لكل ذئب نصيبه من الغنائم و قد تكون حملا أو نعجة و حتى أحد الريفيين .
الموضوع منقول من : rri
تكهنات المنجمات عندولادة الطفل / يوم الذئاب الشتوي
المعتقدات المتعلقة بالساحرات المنجمات كثيرة و تختلف من منطقة إلى أخرى . فيقال في بعضها إنهن ثلاث و إحداهن مسنة والأخريان شابتان و أن المسنة هي التي تقوم بغزل خيط الحياة ولكن الجميع متفق على أن المصير الذي يقررنه للمولود متأثر إلى أبعد حد بمزاجهن في تلك الليلة . فلا بد إرضائهن و تليين قلوبهن من خلال تقديم بعض الهدايا إليها كي يقررن للمولود الجديد حياة سعيدة . ولضمان الراحة التامة لهن كان الناس يتمنعن في الليالي الثلاث الأولى من ميلاد الطفل عن الاقتراب من مهده كي لا يزعجوا الساحرات المنجمات و هن يتنبأن بمصيره .
في انتظار زيارة الساحرات المنجمات كانت القابلة تضع قرب مهد المولود مائدة صغيرة وترتب عليها قطع رغيف طازج وبعض المأكولات والحلويات وحتى بعض النقود وكلها هدايا للساحرات المنجمات ليأكلن منها ويشعرن بالراحة ويقررنا للمولود مصيرسعيد . وأثناء إعدادها المائدة تترنم القابلة بتعويذة تقول كلماتها : "أيتها الساحرات المنجمات تفضلن وذقن من طعامنا وافرحن واغزلن خيطا طويلا لطفلنا" .
قيل أيضا إنهن لا يُحَبِّبْنَ التخبط في الظلام بحثا عن مهد المولود لذا فاعتاد الناس على وضع قنديل صغيرقرب المهد لينير لهن طريقهن . المهم ، إذا كانت الساحرات المنجمات مسرورات للاستعدادات التي كانت القابلة قد قامت بها لاستقبالهن ، فإن تنبؤاتهن تبشر بالخير ، ولكن إذا غضبن فمن الأرجح أن يرسمن للمولود مصيرا أسود حافلا بالأحزان والمصائب . و قبل أن ينصرفن يترنمن أغنية و هي مرحة و سريعة الإيقاع إذا كانت التنبؤات سعيدة و حزينة ، و بطيئة إذا كانت الساحرات قد بشرن بالشؤم . و في أيامنا هذه لا يزال الريفيون يضعون قرب مهد المولود مائدة صغيرة عليها بعض النقود وغيرها من الأشياء الرمزية لمجرد الحفاظ على التقاليد و العادات القديمة .
من أين جاءت هذه المعتقدات يا ترى . قال الباحث سيميون ماريان إنها متوارثة من الرومان القدامى الذين توارثوها بدورهم من الإغريق القدامى . فنظيرات الساحرات المنجمات عند الرومان القدامى هن الفتيات الكاتبات اللاتي قيل إنهن يزرن كل مولود جديد و يترنمن تعويذة و يكتبن مصيره في كتاب القدر الذي فيه مصير جميع الناس . وكان اليقين بوجودها قويا جداعند الريفيين الرومانيين و الدليل على ذلك الأغاني الشعبية التي تتحدث عن الساحرات المنجمات.
و أما الآن فإلى التقويم الشعبي من جديد و أحد بحوث الأستاذ يون كينويو الذي يعلمنا بأن الفترة الممتدة بين الرابع عشرمن شهر نوفمبرتشرين الثاني و السابع من ديسمبركانون الأول من كل عام عامرة بالعادات والممارسات الطقوسية والسحرية و تتزامن مع ماكان قديما رأس السنة عند شعب الداك و هم السكان الأصليون لأراضي رومانيا الحالية في العصور القديمة. تسمى هذه الفترة في التقويم الشعبي بأيام الذئاب و هنا يرى الأستاذ كينويو دليلا آخر على أن جذور هذه المعتقدات و ما يرافقها من ممارسات نجدها عند شعب الداك القديم الذي كان قد اتخذ رأس الذئب شعارا لعلمه في إشارة إلى قوة رجاله و شجاعتهم .
تصادف أيام الذئاب فترة تكاثر هذه الحيوانات التي تعتبرالأكثرشراسة و قسوة بين جميع الحيوانات التي تعيش في هذه الأراضي منذ القدم . ووفقا للتقاليد تُعاقِبُ الذئاب جميع الذين يتجاهلون أيامها ويعملون في الحقل أو في الغابة . فتأتي ليلا وتهاجم حيواناتهم الأليفة وتفترسها . والحقيقة أن الناس كانوا يخشون الذئاب ويمتنعون في تلك الأيام القيام بأية أعمال زراعية، بينما كانت النساء يمتنعن القيام ببعض الأعمال المنزلية مثل الخياطة والغزل والتطريز . بل كان الناس يخشون أن يصبحوا هم أيضا غنائم الذئاب في حال عدم احترامهم لأيامها و التي كانوا أثنائها يتفادون حتى نطق كلمة ذئب .
الحقيقة أن كثرة وتنوع الممارسات الطقوسية والسحرية التي رافقت أيام الذئاب في الأرياف جعلت الكثير من الباحثين يطوفون الأرياف لبحثها وتقصيها بكل تفاصيلها . ونقل الأستاذ يون كينويو في بحثه ما دونه أحد الباحثين الذي زار الأرياف في أيام الذئاب في مطلع القرن العشرين حيث قال بسخرية : "ما أغرب هذه الممارسات والعادات . ترى الناس لا يعملون أي شيء في يوم الذئاب . حتى النساء لا يكنسن منازلهن و أفنيتها ولا يجمعن القمامة وكلهم يبقون في بيوتهم خشية الذئاب . ومن أين تعرف الذئاب يا ترى ، من منهم التزم بأيامها ومن تجاهلها كي تعاقبه وتفترس دواجنه و نعاجه وحملانه ؟"
أصبح الذئب لشراسته و وحشيته رمزا للبرد و الظلام و الموت و يقال إن أيام الذئاب تصادف حلول الشتاء . و في منتصف شهر يناير كانون الثاني من كل عام نجد في التقويم الشعبي ما يسمى بيوم الذئاب الشتوي الذي يشيرإلى انتهاء فترة تكاثر الذئاب . ويعتقد أن الذئاب تجتمع في الغابة في تلك الليلة و تنتظر قدوم كبيرها الذي يُهدي لكل ذئب نصيبه من الغنائم و قد تكون حملا أو نعجة و حتى أحد الريفيين .
الموضوع منقول من : rri