تنور طيني
تعد مهنة صناعة التنانير الطينية من المهن الشعبية القديمة في العراق التي حافظت على رواجها حتى وقتنا الحاضر، بسبب من الأزمات الحادة التي شهدها العراق في الأعوام الماضية في ما يخص توفر إمدادات الوقود اللازم لعمل الأفران الحديثة.
وتبدأ صناعة التنور بمزج ما يعرف بالطين الحر، وهو الصلصال الذي يجلب من منطقة جدول بحر النجف، ويضاف له خليط من الماء ومادة النفاش وكميات من الرمل ثم يسحق الخليط بالأقدام ويخمر لمدة يوم واحد وفي المرحلة الأخرى من صناعة التنور يتم تكوين ألواح من الخليط الطيني وترصف هذه الألواح فوق بعضها بعد أن تجف تحت أشعة الشمس ليتكون بذلك الشكل النهائي للتنور.
وتحدث
أحد صانعي التنانير الطينية في النجف، قائلا:
"عندما يكتمل تخمير الطين نضيف له الرمل والنفاش بنسب محددة، فإذا أصبح الرمل فوق كميته المقررة يؤثر على جودة رغيف الخبز، وإذا قلت كمية الرمل فإن التنور سيتحطم ويجب الاعتناء بالخليط الطيني وتنقيته من الحصى الناعم الذي يتسبب في تحطم التنور".
تتباين أحجام التنانير الطينية وسعتها تبعا للغرض من استخدامها حيث يؤكد صانعو التنانير الطينية في النجف أن التنانير ذات الأحجام الكبيرة تستخدم للأغراض التجارية مثل المخابز والمطاعم في حين ما يستخدم التنور صغير الحجم للأغراض المنزلية
"الأحجام كثيرة ومتنوعة فالتنور الكبير يستخدم لشوي الدجاج والخراف حيث تتميز هذه التنانير بسعتها الكبيرة حيث يمكن إدخال الخروف بها، وهناك تنور لشوي الدجاج و تنور للخبز وتنور للاستخدام في المنزل".
يمتاز الخبز المنتج في التنور الطيني بمذاقه الخاص وطعمه المميز مما جعل كثيرا من العوائل العراقية في الريف والمدينة على حد سواء تحرص على اقتناء التنور الطيني:
"في السابق كان التنور الطيني يوجد في كل الدور في المدينة والريف ولا يوجد نفط أو غاز أو رائحة الغاز فيكون رغيف الخبز مميزا وفيه نكهة طيبة، وهناك سيخ مخصص لشوي الأسماك في التنور وطعمها طيب ويستخدم التنور لشوي اللحم أيضا".
إنها علاقة وثيقة تلك التي ربطت العراقيين بتنور الطين ورغيفه، فهي علاقة رسمت تفاصيل حياة الأجداد وبقيت مصداقا لكرم ضيافتهم مقرونة بمقومات حياتهم اليومية0