منتديات المعلم العراقي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات المعلم العراقي

مرحباً بك يا معلمنا زائر


    الأطفال والبدانة ومسؤولية العائلة الصحية0

    طاهر الصدري
    طاهر الصدري
    مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 805
    العمر : 66
    البلد : العراق
    الأوسمة : الأطفال والبدانة ومسؤولية العائلة الصحية0 20112666ea3
    تاريخ التسجيل : 23/08/2008

    الأطفال والبدانة ومسؤولية العائلة الصحية0 Empty الأطفال والبدانة ومسؤولية العائلة الصحية0

    مُساهمة من طرف طاهر الصدري 24/10/2008, 3:47 pm

    إن من الأخطار الأكثر تسارعا والتي تتهدّد صحّة الإنسان نوعا ليس فيروساً او بكتيريا، ورغم ان هذا الخطر الصحي ليس معديا فإنه ينتشر على وجه السرعة من قاعدته المتأصّلة في العالم المتطور ليطال العالم النامي. فعلى مدى السنوات الثلاثين الفائتة زادت معدلات البدانة زيادة كبرى في العالم قاطبة.

    كما ان المشاكل الصحيّة المؤكد منها والمقترنة بالبدانة يمكن أن تكون آفات فتاكة مثل داء السكري ومرض القلب أو سلالات معينة من السرطان. والسمنة التي كانت تمثل مشكلة تقتصر على العالم المتطور اصبحت الآن علّة صحية في البلدان ذات المداخيل المتدنية والمتوسطة كذلك.

    وطبقا لاستبيان عام حول التغذية والصحة أجرته في فترة 1999-2000 مؤسسة المراكز الأميركية لضبط الأمراض والوقاية منها، فإن نسبة 64 في المئة من الراشدين في الولايات المتحدة هم اما يعانون من السمنة او البدانة، بزيادة نسبتها 36 في المئة منذ فترة 1976-1980 التي أجري فيها الإستبيان. وهذه الآفة المتنامية باهظة التكلفة، اذ تفيد مراكز ضبط الأمراض انه في العام 2000 انفقت الولايات المتحدة ما مجموعه 117 بليون دولار على مكافحة واستدراك مشاكل وعلل متصلة بالبدانة.

    وطبقا للتوقعات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية في العام 2005 هناك الآن أكثر من 1.6 بليون إنسان راشد يعاني من السمنة و400 مليون من البدانة. وتتوقع منظمة الصحة العالمية انه بحلول 2015 فإن هذين العددين سيزدادان الى 2.3 بليون و700 مليون على التوالي. كما أن السمنة والبدانة ليست حكرا على الراشدين اذ تقدّر المنظمة ان هناك 5 ملايين طفل سمين في العالم أجمع. بحسب موقع يو اس انفو.

    ويمكن تعريف البدانة بوجود طفرة في الانسجة الشحمية التي تتهدّد الصحة. ومؤشر الكتلة الجسمانية او ما يعرف بـ Body Mass Index وهي معادلة تجمع بين طول القامة ووزن الشخص هو مقياس مبسّط لتقدير البدانة. ومن المقاييس الأخرى للبدانة، مثل المحيط الدائري للخصر، يمكن أن تسخر كمقاييس بديلة وأن تضاف لمؤشر الكتلة الجسمانية. ويجادل البعض بأن المحيط الدائري للخصر هو أداة متفوقة لتقدير الأخطار لأن البطن يعتبر الجزء البدني حيث تشكل الأنسجة الشحمية المتراكمة فيه خطرا على صحة الفرد.

    وتحصل البدانة بعد فترة زمنية مطولة يتم خلالها استهلاك عدد من السعرات الحرارية يفوق تلك التي تستنفد من خلال التمارين مثلا. ويبدو ان للبدانة صلة، بل تتأثر، بالجينات الوراثية وبيئة الإنسان.

    وغالبا ما تتوارث البدانة ضمن العائلات. وهذه الظاهرة هي مؤشر على ان البدانة تحتوي مكونا وراثيا. وقد حدّد الباحثون عددا من "مورثات البدانة" باعتقادهم انها متصلة بصورة من الصور بنزوع الفرد لأن يزداد وزنا. وحتى العام 2005 تم تبيان 11 تحولا جينيا متصلا بخطر البدانة. ويمكن أن يساعد فهم الأسس الفيزيوليزجية والوراثية للبدانة العلماء على تطوير علاجات ناجعة وجديدة بالعقاقير.

    والبدانة المفرطة أصبحت خطرا يتهدد الصحة في العالم أجمع.وينحو بعض الباحثين باللوم لزيادة الوزن على التغييرت في أنماط المعيشة على مدى السنوات العشرين الماضية. وفي ضوء رخص أثمان الأطعمة والمأكولات المكثفة بالسعرات الحرارية فان مزيدا من الناس يستهلكون كميات طعام أكبر وينتهجون طراز عيش يتصف بالحركة القليلة.

    كما أن أنواع خلل معينة من الهورمونات مثل الإفراط في إفرازات الغدّة الدرقية يمكن أن تسبب البدانة في حين أن بعض الدراسات توحي بأن الأرق او قلّة النوم قد يسهم في تفاقم البدانة.

    ومن أجل مكافحة آفة البدانة، يوصي الأطباء عموما بتغيير نمط الحاة. فالتغذية الزاخرة بالخضار والحبوب ومنتجات الحيوان القليلة الشحوم او الدهون يمكن أن تسهم في تفادي السمنة او الوزن المفرط من خلال خفض عدد السعرات الحرارية المستهلكة، كما ان زيادة النشاط الجسماني او التمارين الرياضية يمكن ان ترفع من عدد السعرات الحرارية المستنفدة.

    وتتعاون المراكز الأميركية لضبط الأمراض والوقاية منها مع منظمة الصحة العالمية في مشروع الاستراتيجية العالمية للحمية، والنشاط الجسماني والصحة. ولدى هذا البرنامج أربعة أهداف اساسية هي: خفض العوامل الخطرة على الصحة مثل الأمراض المزمنة؛ زيادة الوعي بالبدانة وفهمها؛ تأسيس خطط عمل عالمية، وتشجيع الأبحاث. وقد بوشر بهذا البرنامج في أيار/مايو 2004 ومنذ ذلك العام أرست 38 حكومة سياسات بخصوص تنفيذ هذه البرنامج على صعيد محلي.

    وفي الولايات المتحدة في العام 2007 موّل "برنامج التغذية والنشاط الجسماني منعا للبدانة وأمراض مزمنة أخرى"، التابع لمراكز ضبط الأمراض والوقاية منها نشاطات الوقاية من البدانة وضبطها في 28 ولاية أميركية. ويرمي ذلك البرنامج الى تخفيض معدلات البدانة من خلال تشجيع النشاط الجسماني واستهلاك كميات أكبر من الفاكهة والخضار، وزيادة الرضاعة وأمدها، وخفض استهلاك الأغذية المكثفة بالسعرات الحرارية والمشروبات المحلاة بالسكر، هذا الى جانب الإقلال من مشاهدة التلفزة.

    اما المركز القومي للسكّري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى فقد افتتح مؤخرا وحدة أبحاث الأيض السريري وذلك كجزء من الخطة الاستراتيجية للمؤسسة القومية للصحة الخاصة بأبحاث البدانة. وهذه الوحدة، كما جاء في موقعها الإلكتروني، "صممت للترويج لنهج أبحاث متعاون، يجمع معا خبراء من حقول الأيض، وعلوم الغدد الصمّاء، والتغذية وبيولوجيا القلب والشرايين، واختصاص الجهاز الهضمي، واختصاص الكبد، والعلوم الوراثية والعلوم السلوكية."

    ويقوم كونغ تشين، مدير وحدة أبحاث الأيض في المؤسسة القومية للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلي، بدراسة الفوارق في احراق الطاقة في افراد سميني ونحيلي الجسم مستخدما أجهزة قياس وسعرات حرارية غير مباشرة تقيس احراق الطاقة من خلال معاينة الحرارة.

    ويقول تشين: "نحن، شخصيا،معنيون بفهم كيف يستجيب بعض الأفراد بصورة مختلفة للحمية والتمارين الرياضية وفقدان الوزن وزيادة الوزن. ونحن نعتقد ان بعض الأفراد قد يكونون أكثر تكيفا من غيرهم من خلال تغيير أيضهم للطاقة اي كم هو عدد السعرات الحرارية التي يحرقونها وما هي مصادر هذا الإحراق وتحت أية حوافز. وفي العادة فان هذه التغييرات تكون بسيطة لكنها قد تتصف بأهمية بالغة لأنها تؤثر على وزن أجسامنا على مدى الزمن."

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو 2/5/2024, 6:01 am