الجحشة والدب والجرية :اسماء السيارات الحديثة في الكوت
حيوانات عصرية تلقى رواجا في الكوت.. الفأرة مرغوبة والأثرياء يشترون الدب والعنكبوت
الكوت
نادرا ما تجد شخصا يشتري فأراً أو خفاشا أو تمساحا. أو على الأقل أنه أمر غير مألوف في الحياة العراقية. لكن الفئران والخفافيش والتماسيح إلى جانب العناكب والدببة والقطط تباع وتشترى في مدينة الكوت، مركز محافظة واسط نحو 180 كم جنوب شرق بغداد. أجل تباع أسماء تلك الحيوانات إلى جانب أسماء الماشية والطيور والأرانب ولكي ليس بالدينار العراقي بل بالدولار وخاصة "الدفاتر" أو "الشدات" وهذا مصطلح محلي يطلق على العشرة آلاف دولار.
فضلا عن ذلك هناك أسماء مثل الجحشة والجرية ورأس الثور. إنه عالم غريب يخشى الذي يتخيل أنه سوف يدخله من أن يكون ضحية لنطحة خروف، أو رفسه دب، أو يصاب بإنفلونزا الطيور إن كان من ذوي الدخل المحدود. أما الذين يتعاملون بالدفاتر والشدات فلا خوف عليهم. لكن الدهشة سوف تكون صادمة إذا عرفنا أن ذلك العالم الخرافي من أسماء الحيوانات ليس إلا تسمية محلية تطلق على الموديلات الحديثة من السيارات.
الاسم الأصلي يضعف الإقبال
ويقول صاحب معرض التساهل لبيع وشراء السيارات في الكوت محمد كاظم الخابط إن "هذه الأسماء محلية بالطبع ابتدعها أصحاب المعارض، وصارت تأخذ مديات واسعة في البيع والشراء".
ويضيف الخابط في حديث لـ"نيوزماتيك" أن "الكثير من الأشخاص لا يعرفون الاسم الأصلي لبعض السيارات لكنهم يعرفونها بما هو شائع مثل البطة، وجنون البقر، وإنفلونزا الطيور، والفارة والشبح، والخروف، والعنكبوت".
ويوضح الخابط أن "أغلب أصحاب المعارض يفضلون التعامل بالأسماء الغريبة على العكس من المشترين"، مشيرا إلى أنه "لو سميت السيارات بأسمائها الحقيقية قد يضعف الإقبال عليها وتتعرض على كساد حتى لو كان هناك فارق في السعر لصالح الاسم الأصلي".
ويرى صاحب معرض التساهل أن "الناس تعشق المظاهر ولا تهتم بالمضمون وصارت أسماء الحيوانات في معارض السيارات الأكثر تداولا. ويخيل لمن يدخلها لأول مرة كأنه في حديقة للحيوانات وليس في معارض بيع السيارات".
المرسيدس دب والتويوتا أرنب
أما حسن العزاوي، صاحب معرض آخر لبيع وشراء السيارات فيقول إن "تسمية البطة مثلا تطلق على السيارة نوع كراون سوبر ياباني المنشأ موديل 1992، أما السيارة نوع مرسيدس فيطلق عليها دب، بينما السيارة تويوتا كراون يابانية الصنع تسمى أرنب، وتدعى أوبل موديل 2006 صعودا بزون، وتسمى السيارة نوع كيا بيجو منغولي، وهونداي التي تتسع لـ11 راكبا تسمى جرية".
وينفي العزاوي في حديث لـ"نيوزماتيك" أن "تكون هذه الأسماء جاءت من المناشئ الأصلية للسيارات، ويؤكد أنها انوجدت عندنا للتمييز بين هذا الموديل أو ذاك أو ربما تشبه السيارة الحيوان الذي تسمى باسمه كالفارة مثلاً ".
ويضيف العزاوي أن "اختيار الأسماء يضيف للسيارة سمة تجعل المشتري يبحث عن الغريب والفريد أو ليقال أن فلان اشترى جنون البقر أو باع الدب واشترى شبح"، مشيراً إلى أنه "من النادر أن تجد من يشتري الخفاش أو الفارة أو التمساح لكن في معارض بيع السيارات كل شيء ممكن فلا عجب أن يبيع أحدهم بزون أو خروف أو عنكبوت أو جحشة أو يشتري رأس الثور أو تمساح أو بيبي شبح".
وعن الأسماء الأخرى المحلية التي تطلق على الموديلات الحديثة من السيارات يقول صاحب معرض لبيع وشراء السيارات في الكوت جبار عبد الحسين إن "السيارة ميتسوبيشي باجيرو موديل 2000 تسمى عنكبوت والبيك آب دبل قمارة يطلق عليها خروف مثل التي تستخدمها الشرطة حالياً، أما الفولفو القلاب موديل 1996 فيسمونه تمساح بينما الفحل أو الحجشة اسم يطلق على الـ جي أم سي أو ما يعرف بهبهاني موديل 2005 فالفحل منه للتي محركها ثمانية سلندر والجحشة لمحرك ستة سلندر".
ويضيف عبد الحسين في حديث لـ"نيوزماتيك" أن "السيارة بي أم دبليو تسمى خفاش والهونداي ستاريس تسمى فارة وهناك نوع من الكراون يسمى جرية، أما التويوتا هيلوكس موديل 2006، 2007 فتسمى إنفلونزا الطيور، وسوبر تويوتا موديل 1996 وحتى 2000 تسمى رأس الثور، أما موديل 2001 صعودا فتسمى جنون البقر".
تسمية المنشأ تقلل السعر
ويؤكد عبد الحسين أنه "لو أطلقنا الأسماء الأصلية للسيارات قد لا نجد لها سوقا قوية فإذا قلنا كراون سوبر موديل 1993 لن يقدم عليها بلهفة، أما لو قلنا بطة فستكون موضع اهتمام، فالناس يهمهم الاسم الشعبي أكثر من اسم المنشأ حتى الأخير يمكن أن يقلل من ثمن السيارة لو أنها عرضت للبيع بواسطة اسمها الحقيقي".
ويشير صاحب المعرض إلى أن "لكل نوع من الأنواع له من يشتريه لكن الإقبال هذه الأيام كثيرا على الفئران التي تستخدم لنقل الركاب في حين يشتري الأثرياء الأشباح والدببة والخفافيش وحتى العناكب".
وعلى العكس يؤكد الموظف الحكومي علي عبد الحسين في حديث لـ"نيوزماتيك" أنه "حين ذهبت إلى معارض السيارات على أمل شراء سيارة دُهشت للأسماء الغريبة التي يتم تداولها هناك فمعظم الموديلات الحديثة لها أسماء تختلف عن أسمائها الحقيقية وخيل لي وكأنني في حديقة للحيوانات".
ويضيف عبد الحسين، الذي صدم من أسعار السيارات الباهظة، "تلاشت أحلامي كلها ولم أجد سيارة بالسعر الذي يتوافر معي خاصة أن العملة التي تباع بها السيارات هي الدولار وليس الدينار العراقي"، مشيرا إلى أن "ما استطاع أن يدخره خلال سنوات خدمته الوظيفية التي تجاوزت خمسة وعشرين عاما هو ثلاثة ملايين دينار لكنها ليست كافية لشراء سيارة".
نيوز ماتيك
حيوانات عصرية تلقى رواجا في الكوت.. الفأرة مرغوبة والأثرياء يشترون الدب والعنكبوت
الكوت
نادرا ما تجد شخصا يشتري فأراً أو خفاشا أو تمساحا. أو على الأقل أنه أمر غير مألوف في الحياة العراقية. لكن الفئران والخفافيش والتماسيح إلى جانب العناكب والدببة والقطط تباع وتشترى في مدينة الكوت، مركز محافظة واسط نحو 180 كم جنوب شرق بغداد. أجل تباع أسماء تلك الحيوانات إلى جانب أسماء الماشية والطيور والأرانب ولكي ليس بالدينار العراقي بل بالدولار وخاصة "الدفاتر" أو "الشدات" وهذا مصطلح محلي يطلق على العشرة آلاف دولار.
فضلا عن ذلك هناك أسماء مثل الجحشة والجرية ورأس الثور. إنه عالم غريب يخشى الذي يتخيل أنه سوف يدخله من أن يكون ضحية لنطحة خروف، أو رفسه دب، أو يصاب بإنفلونزا الطيور إن كان من ذوي الدخل المحدود. أما الذين يتعاملون بالدفاتر والشدات فلا خوف عليهم. لكن الدهشة سوف تكون صادمة إذا عرفنا أن ذلك العالم الخرافي من أسماء الحيوانات ليس إلا تسمية محلية تطلق على الموديلات الحديثة من السيارات.
الاسم الأصلي يضعف الإقبال
ويقول صاحب معرض التساهل لبيع وشراء السيارات في الكوت محمد كاظم الخابط إن "هذه الأسماء محلية بالطبع ابتدعها أصحاب المعارض، وصارت تأخذ مديات واسعة في البيع والشراء".
ويضيف الخابط في حديث لـ"نيوزماتيك" أن "الكثير من الأشخاص لا يعرفون الاسم الأصلي لبعض السيارات لكنهم يعرفونها بما هو شائع مثل البطة، وجنون البقر، وإنفلونزا الطيور، والفارة والشبح، والخروف، والعنكبوت".
ويوضح الخابط أن "أغلب أصحاب المعارض يفضلون التعامل بالأسماء الغريبة على العكس من المشترين"، مشيرا إلى أنه "لو سميت السيارات بأسمائها الحقيقية قد يضعف الإقبال عليها وتتعرض على كساد حتى لو كان هناك فارق في السعر لصالح الاسم الأصلي".
ويرى صاحب معرض التساهل أن "الناس تعشق المظاهر ولا تهتم بالمضمون وصارت أسماء الحيوانات في معارض السيارات الأكثر تداولا. ويخيل لمن يدخلها لأول مرة كأنه في حديقة للحيوانات وليس في معارض بيع السيارات".
المرسيدس دب والتويوتا أرنب
أما حسن العزاوي، صاحب معرض آخر لبيع وشراء السيارات فيقول إن "تسمية البطة مثلا تطلق على السيارة نوع كراون سوبر ياباني المنشأ موديل 1992، أما السيارة نوع مرسيدس فيطلق عليها دب، بينما السيارة تويوتا كراون يابانية الصنع تسمى أرنب، وتدعى أوبل موديل 2006 صعودا بزون، وتسمى السيارة نوع كيا بيجو منغولي، وهونداي التي تتسع لـ11 راكبا تسمى جرية".
وينفي العزاوي في حديث لـ"نيوزماتيك" أن "تكون هذه الأسماء جاءت من المناشئ الأصلية للسيارات، ويؤكد أنها انوجدت عندنا للتمييز بين هذا الموديل أو ذاك أو ربما تشبه السيارة الحيوان الذي تسمى باسمه كالفارة مثلاً ".
ويضيف العزاوي أن "اختيار الأسماء يضيف للسيارة سمة تجعل المشتري يبحث عن الغريب والفريد أو ليقال أن فلان اشترى جنون البقر أو باع الدب واشترى شبح"، مشيراً إلى أنه "من النادر أن تجد من يشتري الخفاش أو الفارة أو التمساح لكن في معارض بيع السيارات كل شيء ممكن فلا عجب أن يبيع أحدهم بزون أو خروف أو عنكبوت أو جحشة أو يشتري رأس الثور أو تمساح أو بيبي شبح".
وعن الأسماء الأخرى المحلية التي تطلق على الموديلات الحديثة من السيارات يقول صاحب معرض لبيع وشراء السيارات في الكوت جبار عبد الحسين إن "السيارة ميتسوبيشي باجيرو موديل 2000 تسمى عنكبوت والبيك آب دبل قمارة يطلق عليها خروف مثل التي تستخدمها الشرطة حالياً، أما الفولفو القلاب موديل 1996 فيسمونه تمساح بينما الفحل أو الحجشة اسم يطلق على الـ جي أم سي أو ما يعرف بهبهاني موديل 2005 فالفحل منه للتي محركها ثمانية سلندر والجحشة لمحرك ستة سلندر".
ويضيف عبد الحسين في حديث لـ"نيوزماتيك" أن "السيارة بي أم دبليو تسمى خفاش والهونداي ستاريس تسمى فارة وهناك نوع من الكراون يسمى جرية، أما التويوتا هيلوكس موديل 2006، 2007 فتسمى إنفلونزا الطيور، وسوبر تويوتا موديل 1996 وحتى 2000 تسمى رأس الثور، أما موديل 2001 صعودا فتسمى جنون البقر".
تسمية المنشأ تقلل السعر
ويؤكد عبد الحسين أنه "لو أطلقنا الأسماء الأصلية للسيارات قد لا نجد لها سوقا قوية فإذا قلنا كراون سوبر موديل 1993 لن يقدم عليها بلهفة، أما لو قلنا بطة فستكون موضع اهتمام، فالناس يهمهم الاسم الشعبي أكثر من اسم المنشأ حتى الأخير يمكن أن يقلل من ثمن السيارة لو أنها عرضت للبيع بواسطة اسمها الحقيقي".
ويشير صاحب المعرض إلى أن "لكل نوع من الأنواع له من يشتريه لكن الإقبال هذه الأيام كثيرا على الفئران التي تستخدم لنقل الركاب في حين يشتري الأثرياء الأشباح والدببة والخفافيش وحتى العناكب".
وعلى العكس يؤكد الموظف الحكومي علي عبد الحسين في حديث لـ"نيوزماتيك" أنه "حين ذهبت إلى معارض السيارات على أمل شراء سيارة دُهشت للأسماء الغريبة التي يتم تداولها هناك فمعظم الموديلات الحديثة لها أسماء تختلف عن أسمائها الحقيقية وخيل لي وكأنني في حديقة للحيوانات".
ويضيف عبد الحسين، الذي صدم من أسعار السيارات الباهظة، "تلاشت أحلامي كلها ولم أجد سيارة بالسعر الذي يتوافر معي خاصة أن العملة التي تباع بها السيارات هي الدولار وليس الدينار العراقي"، مشيرا إلى أن "ما استطاع أن يدخره خلال سنوات خدمته الوظيفية التي تجاوزت خمسة وعشرين عاما هو ثلاثة ملايين دينار لكنها ليست كافية لشراء سيارة".
نيوز ماتيك