الئ اعضاء منتديات المعلم العراقي
لم يكن شوقي - رحمه الله - مبالغاً في الثناء على المعلّم - في قصيدته المشهورة والتي تقطن الذاكرة ولاتغادرها،
وخاصةً في استعماله فعل المقاربة ( كاد)، أو في إصباغ صفة الرسول على المعلّم المتفاني في بذله وإخلاصه للنشء والأجيال، ( قم للمعلم وفّهِ التبجيلا كاد المعلّم أن يكون رسولا) لأنه حقّاً وصدقاً حامل وصاحب رسالة مقدّسة ، في الخير والعلم والنور والبناء والعطاء. المعلّم رسول، وقبله الرسول معلّم، وقبل الاثنين معاً المعلم الأول جلَّ وعلا، الذي علّم بالقلم ، علّم الإنسان مالم يعلم ..! فمهمّة هذا الكائن البشري، المتميّز خلقاً واستعداداً ومواهب ومؤهلاتٍ وسجايا نبيلة ، سامية جليلة ! فالتعليم رسالة، والتربية رسالة، والرسالة أمانة، والأمانة مسؤولية جسيمة حِمْلها ثقيل وخطير جداً، عرضها الخالق - سبحانه- على السموات والأرض والجبال فأبينَ أن يحملنها ! وهذا المقال - اليوم - فرصة ذهبية لي ، لأوجّه التحيّة، بل التحيّات الطيّبات العطرات، إلى معلميَّ جميعاً، وفي مراحل تعليمي كلّها، وإلى كلّ معلّم في وطننا الحبيب الصغير والكبير.. فياأيّها الملاّح الماهر في بحرٍ متلاطم الأمواج خطيرها ! يا مَنْ يقود جيلاً يتوقّف على صلاحه وفلاحه، صلاح وفلاح وسعادة أجيالٍ وشعوبٍ وأمم ! إليك أنت أيّها الجندي المجلّي وسط المعمعة في ساحِ النضال ، رافعاً دائماً شعار: النصر أو الشهادة. إليكَ أيها الباني بالعرق والدم، صروحاً ضخمة عملاقة شامخة، لَبِناتُها أنفسٌ بشرية توّاقة إلى نور المعرفة والحكمة والسعادة الأبدية! ياصاحب الينبوع الثرِّ المعطاء الجواد دائماً بالعلوم والمعارف والأخلاق ، يامن يفيض ولايغيض أبداً. ياذا الهمّة الأبيّة، التي لايرضي طموحها إلا بلوغ حياض المجد، فتردها وتنهل من معينها العذب سلسلاً يحيي جَدْبَ الأرواح وموات الأجساد ! ماذا أقول فيك ، وماذا أكتب عنك ؟! ، وكلماتي كليلةٌ عن الوصف والتعبير مهابةً وإجلالاً ؟! وكيف لي أن أخوض غمار البحر ،وأغوص في أعماقه، إذا كنتُ لاأجيد السباحة والإبحار ؟! الكلام فيكَ وعنك لانهاية له، وحتى لاأطيل، ألوذُ بالشعر ليسعفني، فأنا دائماً أجد بُغيتي في رياضه الزاهرة، ولأِنضمَّ إلى الشاعر الذي خاطب المعلّم الغالي : قُلْ للمعلّم والمقال مُردّدٌ من عهد شوقي آيةً في قافيهْ أنتَ الرسول على هُداك شبابُنا يخطو فسدِّدها خُطىً مُترامَيهْ مادُمتَ تنسلُ من حشاشة جيلنا جيلاً فلسنا أُمّةً مُتلاشيهْ وأخيراً : فإليكَ أيّها الباني الحقيقي للنفوس والعقول، أقول لا، ولن أنساك أبداً..!
[/][/